الأربعاء، 20 مايو 2009

فقدناك أمة ً ،، يا سيدي ..


فقدناك أمة ً ،، يا سيدي ..
افتقدناك على أية ِ حال ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

السيد محمد رضا الشيرازي -أعلى الله مقامه-
فقدناك أمة ،، فقدناك رحمة

خسرناك نعمة ،، ولا أي نعمة

مع أنني لم أعرفه معرفة شخصية ، ولم تكن بيني وبينه أي علاقة .. غير تلك
العلاقة التي جمعت بين خطيب تعرض خطبه على شاشة التلفاز ..
ومتابع مهتم معجب بما تتناوله خطبه ..

إلا أنني فعلاً أحسست بالترابط الروحي والفكري بيني وبينه ، حيث كان يطرح
أطروحاته ومواضيعه بكل هدوء وتأني وتفكير ، وبشكل (علمي) لا بطغيان عواطفه ،، وقد تميز في بداية خطبه بالهدوء
و وقد كانت هذه الشاكلة تكرر إلى أن إستنتجت (أنا) أنه يفكر قبل أن ينطق أية كلمة

لأنه أدرك أن كلمته تصل إلى العالم بأسره وتمثل خط أهل البيت -ع- وتنطلق من صاحب مقام علمي وديني
رفيع ذو هيبة .. فهذا ما حمله مسؤولية اختيار الكلمة ،،
ومن ثم فحقيقة ان كلمته كانت تنطلق من منبر الحسين كان كافياً ليتخذ هذا السلوك .،
فلهذا لم يكن يتهاون في حرصه على اختيار كلماته وأقواله .. وكان يبدو عليه أنه حقا عرف حقيقة اللسان (وزلاته) ..
فأي ورع وتقى يحمل هذا الإنسان الآدمي .. أي حرص، إي إدراك !؟

فبالرغم من بشريته إلا أنه استطاع الوصول إلى أسمى المراتب .. إلى مرتبة لا أعرف وصفها إلا أنني أنقل ما قاله
الشيخ مرتضى الشاهرودي في حقه " إنني لا أقول جزافاً بأنه كان المثال العلمي والمادي لأخلاق أهل البيت ،، "
وهذا الإنطباع كان أول وأهم انطباع لدي حول هذه الشخصية العظيمة بالإضافة
إلى حسن اختياره لمواضيعه وقدسية رسالته وقوة كلمته التي تكمن قوتها في حسن اختياره لها
وقد كان لوجهه النوراني الذي تبدو عليه سمات الصالحين نصيبا في لعب دور
التأثير في نفسي

ومما سمعت عنه فإنه كان مقربا من الشباب كثيراً ،، فقد كان شخصية شبابية محبوبة ..
وأيضا كان يحرص على تقديم النصائح للشباب .. ومما لا شك فيه أن نصائحه
كانت درر ،، فكم أتمنى أن تخلد نصائحه كما تخلدت شخصية السيد ،،
فاليوم اليوم .. نحن على أعتاب فتنة إبليس .. ومظاهر كلامي كثيرة

لا أعتقد أن هناك من يرتاب من حقيقة كلامي .. فالأمة اليوم .. تفقد وتفتقد رجالها -واحداً تلو الآخر-
وتفتقد بالأخـّص هذا السيد .. ومن سار على نهجه .. نهج أهل البيت -عليهم السلام-
ومثلما غاب عنا رسولنا الكريم -ص- فقد أظهر لنا وصيه حيدر ،، وتكررت هذه العملية إلى أن
غاب عنا صاحب العصر والزمان في غيبته الصغرى والكبرى حيث أظهر لنا خلفائه الأربعة في غيبته الصغرى

وأظهر لنا خلفائه العلماء المجتهدون في غيبته الكبرى .. نناشدك يا سيد رضا .. يا إبن الشيرازي
أظهـِر لنا من هو يعيد إحياء شخصيتك ،، أو (أنتَ) أعـِد إحياء<نفسك> من <خلاله> (؟) = لأنك معجزة !
لأننا فقدناك .. ونفتقدك في هذه اللحظة ،، وسنفتقدك طبعا إذا استمرت خيبة الأوضاع ،،
أما إذا تحسنت أحوال المسلمين .. كيف سنفتقدك وأنت أحييت نفسك من خلال مصلحها ؟
لأنك حاضر في قلوبنا ..

رحمك الله ،، ورحم من أهدى ثواب الفاتحة لروحك الشريفة
( أجل فقد ارتحل سيدنا إلى جوار ربه .. فاحزنوا يا شيعة )
صلوات ،،

ملاحظات *
_ لم أستغل إسم السيد للبوح عما في داخلي من خيبة أمل على أوضاع اليوم ،، لأن هذه القضية من أهم إهتمامات فقيدنا السعيد ،،
_ كمية الأسطر لا تفي لصياغة مقالة ناجحة ٍ هادفة ،، بل العبرة في مضمونها ،، وهذا ما وضعته نصب عيني حين جلست لأكتب هذه المقالة ..
_ أشكر كل من شجّـعني على تدريب قلمي على الكتابة ،، وأشكر من شجعني لأن أكتب مثل هذه المقالة -بالخصوص- .. عن مثل هذه الشخصية ،،

أهدي هذه المقالة وثوابها إلى الأستاذ مصعب شمساه والأستاذ المهندس علي قبازرد ،، وإن شاء الله نكون عند حسن ظن الجميع ،،

عقيل عبدالرضا

هناك 6 تعليقات:

علي إبراهيم غلوم حسين علي أحمد يقول...

مقالة روعة

وخاصة بالنسبة لعمرك جملة عجبتني واايد

أظهـِر لنا من هو يعيد إحياء شخصيتك ،، أو (أنتَ) أعـِد إحياء نفسك من خلاله (؟) = لأنك معجزة !

ورحم الله السيد ..

وشكرا

Mr. aqeel يقول...

وقفتك الأروع ،،

وعن الجملة ،، ما في أحرَص من السيد علينا ،،

وإحنا إن شاء الله نستاهل ،،

شكراً، عـفواً ،،

Hussain.Makki يقول...

السيّد كان مثالا يُحتذى به ..
وعلينا الإقتاد بسيرته لا فقط بصورته :)
موفقين لكل خير ..

الوداع سيدي ..

حسين يقول...

تُشكر على المقالة المعبرة عن ما في قلوب الملهفين لرؤية سماحة السيد المقدس ، فلا اعتقد انك كتبت هذا الكم من الكلمات عبثا .. شكرا لك

اكرر اعجابي بالمقالة مستر عقيل ,,

واتمنى لك ازدهارا ادبيا لك ولقلمك الموالي ..


حسين

Hussen - A يقول...

رحمك الله يا سيدي

أتمنى لك التقدم و ان تتواصل في الكتابة ...

و شكرا

9ale7 يقول...

كان عبرة لمن يعتبر


أترقب منك الكثير ..